في قلب قرى جازان، تقف "شجرة الجميز" أو ما يعرف محليًا بـ "الإبراية"، شامخة بظلالها الوارفة، والتي تمثل ذاكرة حية للمكان والناس، ومظلة للعابرين، وسجلا مفتوحا للحكايات والذكريات.
توفر ظلًا كثيفًا، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للبيئات الحارة
تنتمي شجرة الجميز، المعروفة علميًا باسم "Ficus sycomorus"، إلى عائلة التين، وتتميز بجذعها الضخم المتفرع وأوراقها العريضة التي توفر ظلًا كثيفًا، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للبيئات الحارة، وتنتشر هذه الشجرة بكثرة في منطقة جازان، خاصة في السهول المحيطة بالقرى القديمة، حيث كان الأجداد يحرصون على غرسها بجوار البيوت والآبار والمساجد.
ويستحضر كبار السن في جازان ذكريات وحكايات لا تُنسى عن "الإبراية"، التي لطالما كانت ولا تزال ملتقى للرجال بعد صلاة العصر، وساحة لعب للأطفال في الظهيرة، ومنبرًا لقصص الأجداد في المساء، فهي شجرة تتجاوز كونها للزينة، بل تحمل معاني عميقة للدِفء والانتماء.
وتنتج "شجرة الجميز" ثمارًا تشبه التين، خضراء تتحول إلى اللون الأحمر عند النضج، وتمتاز بطعم حلو يميل إلى الحموضة، كان الأطفال يتسابقون لقطفها من الأغصان العالية والاستمتاع بمذاقها، وعلى الرغم من أنها ليست من الثمار التجارية، إلا أنها جزء أصيل من الذائقة الشعبية القديمة.
وتوفر "الإبراية" نظامًا بيئيًا مصغرًا حولها، فهي مأوى للطيور، ومصدر ظل للمزارعين، ومكان استراحة للمسافرين في القرى النائية. تتميز بجذورها القوية وقدرتها على تحمل الجفاف، مما يجعلها ملائمة لطبيعة منطقة جازان.




