close menu

"تولة" الورد الطائفي.. علامة فارقة في التراث السعودي

طرق تقليدية مستمرة منذ القدم
 يعمل بها 70 مصنعًا ومعملًا في الطائف
يعمل بها 70 مصنعًا ومعملًا في الطائف

تستند صناعة "تولة" الورد الطائفي إلى آليات دقيقة ومحددة في التصنيع والتقطير، حيث يعمل نحو 70 مصنعًا ومعملًا في الطائف على استخلاص أكثر من 80 منتجًا من مشتقات الورد.

يتم تقطير نحو 100 ألف وردة يومياً لإنتاج العطر

ويتمتع هذا المنتج بإقبال واسع في الأسواق المحلية والعالمية، حيث تنتج مزارع الطائف سنويًا أكثر من 550 مليون وردة، كما يُعتبر هذا الإنتاج الضخم انعكاسًا لارتباط المنطقة بتراثها الزراعي العريق، مما جعل من "تولة" الورد الطائفي علامة مميزة تُبرز هويتها الثقافية.

ووفقًا للمزارع خلف الطويرقي، كانت الأسر قديمًا تخرج لقطف الورد مع بداية خيوط الفجر الأولى حتى شروق الشمس، فقد تعلم حرفة التقطير من والده الذي أنشأ معمل تقطير في مزرعته، حيث يتم وضع ما بين 80 ألف إلى 100 ألف وردة يوميًا في قدور نحاسية خاصة.

وأضاف المزارع الطويرقي أن عملية التقطير تشمل وزن الورود قبل أن توقد النار تحتها لإطلاق البخار الناتج عن طهي الورد، وبعدها يمر البخار عبر أنبوب إلى إناء به ماء للتبريد، ليتكثف ويُجمع في قنينة تُعرف بـ"التلقية"، التي تطفو فيها المادة العطرية الصافية.

كما بيّن أن الأجداد كانوا يستخرجون التولة الواحدة من 70 ألف وردة باستخدام مواقد نارية داخل مبانٍ طينية بمساحة تتراوح بين متر إلى ثلاثة أمتار وبارتفاع متر، حيث اعتمدوا على تكثيف البخار الناتج من أزهار الورد وتحويله إلى سائل يتساقط على شكل قطرات داخل إناء زجاجي، ثم يعبأ المستخلص في زجاجات صغيرة، ليُنتج دهن الورد وماء الورد ذي الرائحة الزكية، الذي يُستخدم في التطيب، الطعام، وغيرها من الاستخدامات.

ورغم التطورات الحديثة، لا تزال أساليب الأجداد حاضرة في صناعة "تولة الورد"، حيث يحافظ المزارعون على تقنياتهم التقليدية لضمان جودة المنتج. هذه الصناعة العريقة تعكس التزام الطائف بالحفاظ على تراثها الثقافي، مع زيادة الإنتاج لتلبية الطلب العالمي، مما يعزز مكانة الورد الطائفي كمنتج وطني فريد.

3 images icon
أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات