في عرض لافت ضمن أسبوع البيئة، قدّم عبدالله الشهراني وبدر مدخلي، من فريق "روبو سمارت الأمجاد"، مشروع "الزراعة المستدامة" الذي يستهدف مواجهة التحديات المناخية القاسية، وذلك عبر حلول تقنية مبتكرة تحقق إنتاجاً زراعياً مستداماً وفعالاً من حيث التكلفة.
يعتمد المشروع، الذي عرضه الفريق ضمن فعاليات أسبوع البيئة السعودي 2025، على نموذجين رئيسيين: الزراعة الأفقية والزراعة الرأسية؛ بهدف تمكين الزراعة بمختلف الظروف المناخية، مع مراعاة تقليل التكاليف واستخدام الطاقة النظيفة.
طوّرا ألواحاً نصف دائرية مزودة بحساسات تغلق نفسها تلقائياً في الحرارة المرتفعة
وأوضح كلٌ من عبدالله وبدر أن من أبرز التحديات التي واجهاها كانت شدة أشعة الشمس المباشرة، والتي قد تؤدي إلى تلف النباتات أو حتى موتها، وللتعامل مع هذه المشكلة، تم تطوير ألواح نصف دائرية مزودة بحساسات، تقوم بإغلاق نفسها تلقائياً عند ارتفاع درجات الحرارة؛ مما يوفر حماية للنباتات.
أما في النموذج الرأسي، فتم استخدام تقنية "ألواح النانو" التي تستجيب تلقائيًا لشدة الإضاءة، وتسمح بدخول الضوء الطبيعي بحسب حاجة النبات، دون التسبب في أي ضرر.
ويحتوي المشروع على نظام متكامل لمراقبة نمو النباتات باستخدام حساسات ذكية، حيث ترصد هذه الحساسات نمو النبات، وبمجرد وصوله إلى مرحلة النضج، تقوم بإرسال إشارات إلى محرك يقوم بقطع النبات ونقله إلى مواقع الفرز والبيع؛ بما يضمن دورة إنتاج متكاملة بأقل تدخل بشري ممكن.
كما يعتمد المشروع بشكل كامل على مصادر الطاقة المستدامة مثل الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية المستخلصة من مياه الأمطار؛ مما يعزز من كفاءته البيئية والاقتصادية.
وبيّن الشهراني ومدخلي أن تكلفة النموذج الأفقي تتراوح بين 12 إلى 13 ألف دولار، وهو مناسب أكثر لدول مثل السعودية التي تفتقر إلى المساحات الزراعية الشاسعة، بينما تصل تكلفة النموذج الرأسي إلى ما بين 250 إلى 350 ألف دولار، ويُعد الخيار الأنسب للمدن ذات الامتداد الرأسي مثل طوكيو.
وأشارا إلى أن المشروع نجح في تقليل نسبة الفاقد من 30 إلى 50% إلى (1- 4%)، ويطمحان في خفضها إلى الصفر؛ مما يعزز من كفاءة الإنتاج الزراعي بشكل غير مسبوق.
يُعد هذا المشروع نموذجًا واعدًا لمستقبل الزراعة في بيئات متغيرة وصعبة، ويمثل خطوة متقدمة نحو تحقيق الأمن الغذائي باستخدام التكنولوجيا المستدامة.
