انطلقت في الرياض، صباح اليوم (الاثنين)، أعمال اللقاء التحضيري الأول للمنتدى العالمي الـ11 للمياه، المزمع عقده في مارس 2027، بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء والمنظمات وصُنّاع القرار والمهتمين من مختلف أنحاء العالم.
المملكة لديها تجربة رائدة في تقنيات تحلية المياه وحصاد مياه الأمطار
وتشهد فعاليات اللقاء التحضيري الأول، والتي تستمر على مدى يومين، الاجتماع الافتتاحي واجتماع أصحاب المصلحة، وأعمال التحضير للمنتدى الذي يشكل أكبر اجتماع في مجالات المياه في العالم، إضافةً إلى تحديد مواضيع النقاش ذات الأهمية والأولوية عالمياً، وتنظيم عدد من الجلسات وورش العمل بمشاركة متحدثين محليين ودوليين.
ويعكس هذا اللقاء الدور الريادي للمملكة في تبنّي قضايا المياه عالميًا، حيث تحرص المملكة من خلال استضافة المنتدى على تعزيز التعاون الدولي، وإيجاد الحلول المبتكرة للتمويل، وتعزيز قدرة العالم للاستجابة للتحديات المتعلقة بالمياه.
وهذا ما أكده لـ"أخبار 24" وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون المياه د. عبدالعزيز الشيباني، الذي نوّه بأن المملكة لديها تجربة رائدة في إدارة وتنمية الموارد المائية، خاصةً في مجالات تقنيات تحلية المياه، ومشاركة القطاع الخاص، وحصاد مياه الأمطار؛ وهو ما أكسبها مكانة دولية، مشيراً إلى أن العالم يثق بجاهزية الرياض لاستضافة المنتدى العالمي للمياه.
وبيّن أن اللقاء التحضيري الأول للمنتدى "تشاوري" لوضع مسودة مواضيع تُناقش لممثلي هذه الجهات، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن خارطة طريق تحدد الأولويات على طاولة منتدى المياه وذلك في غضون بضعة أشهر.
بدوره كشف مدير ملف استضافة المنتدى العالمي للمياه د. عبدالعزيز القحطاني، أن اللقاء التحضيري الذي انطلق اليوم يمثل المرحلة الأولى لرحلة تستمر لثلاث سنوات للمنتدى الذي تستضيفه الرياض، ويناقش على مدار يومين تمويل المياه والأمن المائي واقتصاديات المياه والأبحاث والابتكارات بالمجال.
الإعلان عن إطلاقات ومبادرات مهمة بنهاية المنتدى في 2027
وأشار في حديثه لـ"أخبار 24"، إلى أنه بنهاية فعاليات المنتدى العالمي للمياه في مارس 2027، سيتم الإعلان عن إطلاقات ومبادرات مهمة برعاية محلية ودولية.
من جانبه، أكد رئيس المجلس العالمي للمياه، لويس فوشن، أن التعاون بين الحكومة السعودية والمجلس سيسهم في تقديم حلول جديدة في مجال المياه، في ظل الوضع المختل للمياه في العالم، حيث هناك بعض المناطق التي لديها وفرة مفرطة في المياه، ومناطق أخرى تعاني من ندرة شديدة أو جفاف، ومناطق أخرى تواجه تلوثًا هائلًا، والمياه في كثير من هذه الحالات غير مناسبة للاستخدام خاصة في الاستخدامات المنزلية.
وأضاف في تصريح لـ"أخبار 24": "يجب أن نقول للشعب السعودي إن المملكة من الآن ولمدة سنوات قادمة عاصمة المياه في العالم؛ ولهذا لدينا واجبات، ولدينا بعض الحقوق، لكن واجباتنا أكثر".
وأشار إلى 3 أولويات بالنسبة للمنتدى، الأولى تتعلق بالصحة وتُعنى بتوفير مياه بجودة جيدة، وتجنّب الأمراض الناتجة عن تلوث المياه، والثانية حول الغذاء؛ أي القدرة على إطعام العالم، لا سيما أنه في نهاية هذا القرن سيكون في إفريقيا أكثر من مليارَيْ نسمة إضافيين، فكيف سنطعمهم إن لم تتوفر المياه. والأولوية الثالثة هي الطبيعة، وعلينا أن نجد توازنًا جيدًا بين الطبيعة والإنسان.
وتتصدر السعودية المشهد العالمي للمياه في مجالات مختلفة، بما في ذلك امتلاكها لأكبر سعة لتحلية المياه، والأقل استهلاكًا للطاقة في تحلية المياه، كما تؤدي المملكة دوراً رئيسيًا في تمويل مشاريع تنمية الموارد المائية على مستوى العالم.
رئيس المجلس العالمي للمياه: السعودية عاصمة المياه في العالم لسنوات قادمة
في هذا السياق عبَّر عضو محافظي مجلس المياه العالمي، عرفان آكر، خلال مقابلة مع "أخبار 24" على هامش اللقاء التحضيري، عن ثقته بأن المنتدى الذي ستستضيفه الرياض سيكون أحد أفضل المنتديات التي أُقيمت على الإطلاق. مضيفاً أن كل شيء خلال السنتين القادمتين سيمضي بسلاسة وسيكون لصالح العالم أجمع.
وبيّن أن أهمية المنتدى تنطلق من أنه يزود قادة العالم بالمعلومات والتوجيه اللازمين لكيفية التعامل مع قضايا المياه ومن ثمّ البدء في تنفيذ السياسات. مشيراً إلى أن هناك مسارين آخرين، وهما الموضوعي والإقليمي وكِلاهما بالغ الأهمية.
ونوّه آكر بتميز السعودية في التعامل مع تحديات الموارد المائية، "نظرًا لقلة المياه، ومع ذلك تستخدمونها لصالحكم من خلال التحلية، والمعالجة، وغيرها من الحلول. لذلك أعتقد أن كل هذه الجهود ستكون مفيدة للعالم، وستُشكل نموذجًا يُحتذى به في كيفية إدارة قضايا المياه".
أما وزير المياه السنغالي، شيخ تيديان دايي، فتناول التحديات العالمية في قطاع المياه، وأولها التمويل حيث تواجه الحكومات صعوبات بالغة في تمويل هذا القطاع بالطرق والآليات المناسبة التي تحقق نتائج فعلية، وبكلفة يمكن للبلدان الفقيرة تحمّلها. والتحدي الثاني يرتبط بتغير المناخ وتأثيراته الكبيرة على قطاع المياه. أما التحدي الثالث فيرى أنه تنظيم هذا القطاع؛ كونه معقّدًا وصعبًا للغاية.
ورأى الوزير السنغالي أنه من خلال المنتدى العالمي للمياه وغيره من الفعاليات والالتزامات على المستوى العالمي، إضافةً إلى وجود إرادة حقيقية من معظم الحكومات التي تضع المياه ضمن أولوياتها القصوى، "يمكننا أن نحرز تقدمًا ونحقق نتائج ملموسة في هذا المجال".
وفي شأن آخر كشف وزير الموارد المائية والري المصري د. هاني سويلم، لـ"أخبار 24"، أن المفاوضات بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى بشأن سد النهضة متوقفة منذ فترة، مبيناً أن مصر تراقب عن كثب الإجراءات الأحادية من الجانب الإثيوبي بهذا الشأن.
يُذكر أن المنتدى العالمي للمياه، الذي يُنظمه المجلس العالمي للمياه بالمشاركة مع الدول المستضيفة، يُعتبر الحدث الأكبر والأهم في مجال إدارة المياه عالميًا، ويوفر منصة لتبادل الأفكار والمعرفة والتعاون بين الأطراف المعنية حول العالم، ويتيح الفرص لطرح أفضل الممارسات الدولية، وإيجاد سُبُل التعاون لضمان الإدارة المستدامة لموارد المياه على مستوى العالم.