تزداد المخاوف في الصين يومًا بعد يوم، بعدما رصدت السلطات بؤرًا وبائية جديدة لفيروس كورونا في 17 مقاطعة على الأقل، ما يعد أخطر تفشٍ للفيروس تشهده البلاد منذ أشهر، ما اضطر الدولة التي شهدت أول حالة مصابة بفيروس كورونا عالميًا إلى إعلان حالة التأهب القصوى.
إجراءات صارمة
وأعلن مسؤولون صينيون قبل أيام أن بكين عززت إجراءاتها للسيطرة على فيروس كورونا، وعادت بكين لتطبيق تدابير أكثر صرامة، مثل الحد من تدفق الركاب، وإجراء اختبارات درجة الحرارة، والتحقق من الرموز الصحية والتأكد من ارتداء الجميع كمامةً في الأماكن العامة.
وظهرت أول سلسلة من الإصابات بالمتحور دلتا بين عمال نظافة في مطار نانجينع بمقاطعة جيانغسو لطائرة قادمة من روسيا، لتشن السلطات الصينية حملة فحوص وتعقب للمخالطين طالت مدنًا بأكملها، وعزلت ملايين الأشخاص، كما سارعت لتشديد القيود على سفر مواطنيها إلى الخارج في مواجهة تزايد الإصابات بفيروس كورونا.
وعلى مدار الـ 12 يوميًا الماضية، سجلت الصين أكثر من 450 إصابة، حيث تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات يوميًا، فقد سجلت اليوم (الأربعاء) 71 إصابة محلية، في أعلى حصيلة يومية محليا بفيروس كورونا منذ أشهر، لتعود أخبار كورونا إلى الواجهة من جديد في الصين وتسيطر على وسائل الإعلام المحلي.
وبلغ العدد الإجمالي للإصابات في الصين منذ ظهور الوباء حتى الآن 93.2 ألف حالة، في حين لا يزال عدد الوفيات ثابتًا عند 4.6 ألف حالة.
وتفاخرت الصين في السابق بنجاحها في احتواء الوباء داخل حدودها، بعدما فرضت أول إغلاق عام في العالم أوائل عام 2020، بعد ظهور كوفيد 19 في مدينة ووهان الواقعة وسط البلاد.
الصين تعود للإغلاق
وأثر الانتشار السريع لسلالة دلتا مؤخرًا على الدولة المليارية وأضعف موسمها السياحي الصيفي، حيث اضطرت مدينة تشانغجياجيه في مقاطعة هونان إلى إغلاق أبوابها أمام السياح، وفرضت الإغلاق على 1.5 مليون ساكن وأغلقت جميع المناطق السياحية الجمعة الماضية.
وصرحت لجنة الصحة الوطنية أنه أكثر من 1.6 مليار جرعة لقاح أعطيت حتى الآن، في جميع أنحاء الصين، فيما يهدف مسؤولو الصحة الصينيون إلى تطعيم 80 % من السكان بشكل كامل بحلول نهاية العام.