شهدت مكة المكرمة احتفالا ضخماً أُقيم قبل 68 عاما للملك سعود بن عبدالعزيز، بحضور الأمراء والعلماء والوزراء ورجال السلك السياسي العربي والإسلامي، فضلاً عن الأعيان وأهالي جدة والطائف.
ووثقت جريدة "أم القرى" في تقرير نشرته حينذاك، مراسم الاحتفال، الذي بدأ مساء يوم الجمعة 19/ 1/ 1374هـ، بموكب ملكي مهيب يشق الجموع المحتشدة إلى الزاهر، حيث مقر الاحتفال الرسمي، الذى خُصص له سرادقات ضخمة أُعدت لاستقبال 5 آلاف مدعو.
وشهد دخول الموكب انطلاق هتافات الشعب تحيةً للملك، الذي ظهر حينها بإطلالة رائعة مبتهجًا بلقاء المواطنين، في حين قامت حلمية مكة المكرمة بإطلاق 21 طلقة، وأدت فصائل الجيش وجنود الشرطة تحاياها بين عزف الموسيقى والسلام الملكي.
وعندما وصل الملك، بدأت مراسم الاحتفال في تمام العاشرة والنصف بآيات من الذكر الحكيم، وبعدها قام الشعراء بإلقاء قصائدهم، ثم أدى العارضون من أهالي المحلات استعراضاتهم كمظهر من الفرح الشعبي، ومنها استعراض طريف قدمه مواطنون من أهالي بيشة وطريف.
كما شهد الحفل أيضًا مائدة العشاء حيث تناول الملك سعود الطعام مع المدعوين، بينما كانت الموسيقي تصيح بأنغام هادئة شجية، وإعلان الملك التبرع بمائة ألف ريال، خُصصت لبناء مستوصف خاص، ثم استقل سيارته الفخمة المكشوفة وسار بين الجموع، واستمرت مظاهر الاحتفال والعروض حتى صباح اليوم التالي.