تستعد عدة جهات حكومية لعقد ورشة عمل تستضيفها جامعة الملك خالد في أبها خلال الأشهر القليلة المقبلة بهدف دراسة واقع انتشار قردة البابون في جنوب، وجنوب غربي السعودية، وأبعاد هذا الانتشار ومخاطره، والطرق السليمة لحل هذه الظاهرة التي تعاني منها عدة مناطق.
وبحسب مدير المركز الوطني للحياة الفطرية الدكتور أحمد البوق فإنه يجري التحضير لورشة عمل تحتضنها جامعة الملك خالد في أبها، وتشارك فيها الجهات الحكومية ذات العلاقة ومتخصصون، وسيتم خلالها طرح بحوث مهمة تتعلق بانتشار قردة البابون في السعودية وطرق علاجها وإعادة التوازن البيئي لهذه المناطق، مؤكدا أن عقد هذه الورشة يأتي في ظل الانتشار الكبير والطاغي لهذه القردة على رقعة كبيرة تمتد من الحدود السعودية مع اليمن إلى وادي الأكحل في المدينة المنورة.
سرعة الانتقال
وعزا البوق انتشار هذا النوع من القرود لأسباب طبيعية وبشرية، لافتا إلى أن الأسباب البشرية هي الأكبر، ما أدى لبروز الظاهرة الخطرة في معظم مدن وقرى جنوب السعودية من الطائف إلى أقصى الجنوب الغربي وصولا لأجزاء من المدينة المنورة حتى باتت تمثل مشكلة تحتاج إلى معالجة، ولم تخل منها الطرق السريعة بل باتت تنقل من قبل بعض مربيها لمناطق أخرى ليست بيئات أصلية لها.
وأشار إلى أن هناك حلولا بعيدة المدى وأخرى قصيرة، والأولى منها تستهدف الأسباب الرئيسة التي أدت لظهور المشكلة مثل الحد من التدهور البيئي، ومعالجة مرامي النفايات والتغذية على الطرق العامة والحدائق وغيرها، مبينا أن الحد من هذه الظاهرة يتطلب حزمة من الحلول، والحديث عن المشكلة ليس حديثا عن حل جذري، لأن هذا النوع من القرود أصيل في السعودية وليس دخيلا، وبالتالي مسألة قتله لإنهائه غير واردة، ولكن الحلول تكمن في الحد من هذا الانتشار، لما له من آثارعلى البيئة والزراعة والصحة العامة.
وعدّ البوق مخالطة الإنسان لهذا النوع من القرود سببا لنقل الأمراض، مشيرا إلى أن الأمراض التي تحملها القرود وتنقلها للإنسان طفيلية تنتقل بالملامسة من خلال تربية هذه الحيوانات أو تقديم الطعام لها بشكل مباشر أو الاحتكاك من خلال الحدائق العامة، كما أن هناك أمراضا بكتيرية وأخرى فيروسية تنتقل من القرد للإنسان، وأجريت عدة بحوث بهذا الشأن ودراسات أقامتها الهيئة مع جامعتي الملك عبدالعزيز والملك سعود، وهناك رؤية سيتم طرحها في ورشة العمل المقبلة.
فض التداخل
وأضاف: العامل الأساسي لحل هذه المشكلة والحيلولة دون وقوع هذا التناقل للأمراض هو فض التداخل الموجود بين الإنسان وهذه القرود من خلال تنظيم مرامي النفايات ومنع تقديم الطعام لها من قبل الإنسان، وأيضا المحافظة على التنوع النباتي الموجود الذي يمثل مصدر غذاء رئيس لها وهي تتغذى على أكثر من 60 نوعا من النبات المنتشر في هذه المناطق.
وأوضح أن المقصود بتخفيض أعدادها من خلال القتل يأتي وفق مصطلح يسمى القتل الرحيم، وهو مشروع، له آلية تعتمد على تخدير الحيوان، ومن ثم قتله بطريقة رحيمة وليس قتلا عشوائيا بالبنادق، لأنها طريقة غير مجدية ربما يتعرض الحيوان للإصابة ولا يموت، ويبقى في حالة سيئة، ثم إن استخدام البنادق في مناطق مأهولة أمر غير وارد وغير مصرح به، مضيفا «سنسعى لتجفيف انتشارها من خلال عدم تمكينها من تناول ما يرمى في حاويات النفايات بتغطيتها وتوعية الناس بمخاطر إطعامها كمرحلة أولى، تليها مرحلة العقوبات لكل من يقف على الطرقات لتقديم الأطعمة لها، لأن ذلك يجتذبها للمناطق السكنية.