كشف اللاعب الهولندي ذو الأصول المغربية "يونس مختار" المحترف السابق في صفوف فريق النصر عن الكثير من خبايا وأسرار فترة احترافه في صفوف فريق النصر في فترة احتراف لم تستمر أكثر من خمسة أشهر , إذ كشف اللاعب في حوار مطول له مع موقع (بليندل) الهولندي عن أبرز السلبيات والإيجابيات التي عاشها مع الفريق النصر الذي يشكوه في الوقت الراهن للفيفا من أجل استيفاء حقّه الذي يطالب به بعد فسخ عقده مع النصر قبل حوالي عام.
وافتتح اللاعب "مختار" حواره المثير مع الصحيفة المذكورة قائلاً : دروس الحياة كثيرة ويجب التعلم منها , عندما انتقلت لصفوف فريق النصر كانت الحياة تبدواْ لي وردية وأشبه بالأحلام , لقد كانت بالفعل تجربة مثيرة للإعجاب في بدايتها , لقد كنت أعيش في فيلا في أحد المنتجعات السياحية ولكنّها كانت وسط كثبان رملية وصحراء واسعة , لقد كانت تلك الفيلا مقررة أن تكون بيتي لعامين , ولكن الأمور سرعان ما تبدلت , كانت أيامي الأولى في النصر مثيرة بسبب ما يحيط بي من وسائل راحة ومتعة كالمطاعم الفاخرة وحمامات السباحة , ولكن بعد أسابيع قليلة تبدلت الأحوال بسبب ابتعاد عائلتي عني , بالطبع لم يكن لي أن أشكو من هذا الأمر لأنّه كان قراري منذ البداية , إذا أردت أن تكسب الكثير من الأموال فعليك أن تكون لاعباً محترفاً لمدة عشرة أو خمسة عشرة عاماً , ولكن النصر كان سيضمن لي الثراء الكبير خلال عامين فقط , لقد اعتقد الكثيرون أنّ انتقالي للنصر كان خطوة للوراء ولكن ليقل من يريد ما يشاء فلقد تعلمت في السعودية الكثير واكتشفت الجانب الآخر من عالم كرة القدم.
وحكى اللاعب المغربي الأصل عن بداية انتقاله للنصر قائلاً : لقد جاء المدرب "ألفريد شرودر" مدربي السابق في فريق تفينتي في بداية موسم 2015/2016 وقال لي بأنّه علي البحث على ناد جديد , كنت أرغب في البقاء عاماً آخر ولكن الشائعات عبر صفحات الجرائد طاردتني بقوة وجعلتني أغادر الفريق سريعاً وبعد مفاوضات سريعة انتقلت للنصر.
وواصل "مختار" : لقد استقبلتني جماهير النصر بحفاوة وشغف كبير في المطار كما لوكنت أحد النجوم العالميين , أنا لا يمكنني أن أخطئ القول أنّ فريق النصر هو أحد أكبر الأندية السعودية , لقد فاوضني النادي عبر وسيط من طرف رئيس النادي , لقد كانت صفقة كبيرة ومثيرة من الناحية المالية ويستحق أن أحترف فيه عامين , فقد كنت سأحصل على راتب لم يحصل عليه أي لاعب في الدوري الهولندي , لقد كان الأمر يستحق التضحية.
وكشف "مختار" عن مدى علاقة رئيس النادي بالفريق قائلاً : يعتبر الأمير هناك مثله مثل المشجع ولا يتعامل بأسلوب إداري بل يتعامل بآراء الجماهير فهو يقوم بترتيبات الفريق ويضع خطط الكثير من المباريات , في بداية عهدي مع النصر جلست على مقاعد البدلاء لأنّه لم يكن هناك مكان لي في طريقة لعب الفريق فقد كان وقتها يلعب بطريقة 4-4-2 , الطريقة السابقة لا تناسبني ونصحني رئيس النادي بعدم القلق على مشاركتي ففي الأسابيع التالية ستتحول طريقة لعب الفريق إلى 4-3-3 وهي الطريقة التي تناسب مركزي في الهجوم كثيراً , ولكن الأمور ازدادت صعوبة علي مع النصر , فقد كان الفريق يخوض مباراتين وتتوقف المسابقة لمدة شهر بسبب المباريات الدولية , يعود الفريق ويلعب مباراة أخرى ثمّ تتوقف المسابقة لشهر جديد , لقد كان من الصعب علي الوصول لإيقاع متزن وأداء عالي بسبب كثرة التوقفات , لقد كانت التدريبات تسير بشكل فوضوي في النصر.
وتطرق "يونس" إلى حياته الخاصة هناك قائلاً : الرياض مدينة عالمية على الرغم من أنّها في نفس الوقت مدينة غريبة على الغرباء فكل الناس هناك يعيشون بشكل مستقل عن بعضهم البعض , لقد منحني النادي فيلا خاصة وسيارة فارهة , ولكن ما الفائدة إذا لم يشاركني أي شخص هذه الأشياء؟ لقد كنت أشعر بالوحدة تماماً وكان هاتفي الخاص أفضل صديق, كنت أتحول لمواقع التواصل لمحاولة أن لا أشعر بأنّي وحيد, لقد اكتشفت أنّ الأشخاص يحتاجون أكثر من المال ليبدواْ سعداء.
وحول "مختار" دفة الحديث مع الصحيفة بذكر سبب مشاكله مع النصر وسبب فسخ تعاقده مع الفريق قائلاً : لقد كنت أعاني في الحصول على رواتبي وبالأحرى في الشهرين الأولين , تواصلت مع الأمير ورئيس النادي للحصول على رواتبي وكان يردّ علي بأنّ الأمور ستسير على خير ما يرام ولكن الحديث ليس مناسب الآن فهو مشغول , سمعت فيما بعد من موظفي الفريق أنّه هناك أناس لم يتقاضواْ رواتبهم من سبعة أو ثمانية أشهر , وكان في الغالب معظم الأشخاص يعملون بشكل شاق ومرهق في مقابل أجر زهيد , ما سبق جعلني أكتشف أنني عرضة للاحتيال مع النصر , على النقيض تماماً السعودية بلد مسلم ومن ضمن تقاليد الاسلام احترام حقوق الآخرين وتعاملت مع أشخاص كثيرين منهم في غاية الاحترام ,ولكن كرة القدم بها أشخاص يتعاملون باحتيال في أسلوب لا يتماشى تماماً مع تعاليم الدين الاسلامي.
وعن أجواء التدريبات في النادي قال "مختار" : التدريبات لم تكن تساعد على اكتساب مهارات جديدة فقد كانت التدريبات ليلية واللاعبين كانوا يتعاملون معها على أنّها تدريبات free style ولا تمثل أية خطورة ولا تحدث فيها أية إصابات لانعدام الجدية , لقد كان هناك لاعبون يأتون للتدريبات متأخرين نصف ساعة عن الموعد المحدد ,وكان هناك آخرين يتمشون أثناء التدريبات وفي أيديهم فناجين القهوة , كما أنّه كان يمكن لبعض اللاعبين عدم الانضمام للتدريبات بالتوقيع على أوراق بعدم رغبتهم في هذا الأمر , لقد كانت أمراً يشبه لعبة القط والفأر , لقد رفضت العمل بهذا الأسلوب بسبب الجو الكئيب هناك.
وعن كلمة النهاية في فترة احترافه مع فريق النصر قال "مختار" : لقد استغليت أنني لم أحصل على رواتبي لثلاثة أشهر من أجل فسخ تعاقدي مع الفريق , وأتواصل مع المحامي الخاص بي بشكل مستمر من أجل مقاضاة النصر والحصول على رواتبي عن عامين هي المدة التي كان من المقرر أن أقضيها في صفوف فريق النصر.
وفي نهاية الحوار قطع اللاعب على نفسه طريق العودة للدوري السعودي قائلاً : إذا لاحت لي فرصة من أحد الأندية السعودية من أجل الاحتراف في صفوفه من جديد فانّني لن أعود إلى هناك مجدداً بسبب ما عانيته في صفوف النصر من ضياع حقوقي وعدم الانتظام في التدريبات والمباريات.