وقّعت هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية، مذكرة تفاهم مع شركة الحياد الصفري للخدمات البيئية "نت زيرو"، لإطلاق مشروع أول محمية ذكية في المملكة ودول الخليج، لتعزيز الاستدامة البيئية وتشجيع السياحة البيئية.
رقمنة التشجير والمراقبة بالذكاء الاصطناعي
وتهدف المذكرة التي وقعتها الهيئة بمقرها في الرياض مع "نت زيرو" الوطنية الرائدة في مجال تقنيات المناخ والتشجير الذكي، إلى إطلاق مشروع "المحمية الذكية" - الأول من نوعه على مستوى المملكة -، والذي يعتمد على توظيف الذكاء الاصطناعي في مراقبة النظام البيئي ورقمنة جهود التشجير الذكي، وتتبع الفوائد البيئية بشكلٍ مستدام.
وتتضمن المذكرة تنفيذ مشروع لزراعة مليون شجرة على مدار 5 سنوات، باستخدام أصنافٍ محلية مثل: السدر، والطلح، والسلم، موزعة على مواقع محددة في المحمية تبدأ بمنطقة الخفس وروضة نورة، وستتولى الهيئة تجهيز المواقع والعناية بها لضمان استدامة الأشجار بالمحمية.
كما تشمل إشراك المجتمع والزوار في جهود التشجير، باستخدام تقنياتٍ حديثة عبر منصة "نت زيرو"، حيث سيتم مراقبة حالة الأشجار ورصد تأثيرها البيئي والاجتماعي على المدى الطويل، فضلاً عن تصميم شاشات تفاعلية مخصصة للزوار داخل المحمية لاستكشافها بشكلٍ تفاعلي، والتعرف على الأنواع المختلفة للأشجار المزروعة داخلها.
ونصّت الاتفاقية التي وُقعت بحضور رئيس الهيئة م. ماهر القثمي، والشريك المؤسس في "نت زيرو" د. محمد الشيخ، على تعاون الطرفين في دعم الدراسات البيئية والأبحاث العلمية المشتركة، مع عرض نتائج هذه الأبحاث كنماذج رائدة في المؤتمرات الدولية.
وأشار م. القثمي، إلى أنه بموجب الاتفاقية سيتم تنفيذ مشروع زراعة الأشجار باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد أفضل المواقع لزراعة الأشجار داخل المحمية، وضمان أنشطة زراعة تتماشى مع أهداف المحمية في استعادة النظام البيئي وتعزيز التنوع البيولوجي.
وأضاف أنه سيتم أيضاً إشراك المتطوعين والزوار في هذه الأنشطة لإطلاق مشروع أول محمية ذكية في المملكة ودول الخليج، مبينًا أنها ستسهم في مكافحة التغير المناخي عبر زيادة الغطاء النباتي وخفض الانبعاثات الكربونية للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060، وتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة.
توثيق وإدارة الأصول الطبيعية داخل المحمية
من جهته، أوضح د. الشيخ، أن هذه الاتفاقية تهدف إلى رقمنة وترميز الأشجار المزروعة مسبقًا في المحمية وتحويلها إلى أشجار ذكية باستخدام تقنيات "نت زيرو" لتتبع الأثر البيئي، مشيرًا إلى وجود خطة تستهدف زراعة ما يصل إلى مليون شجرة في مواقع متفرقة وفقًا للاستعداد والجاهزية.
وتُعد هذه الشراكة خطوةً استراتيجية نحو تحقيق أهداف "الهيئة" في توثيق وإدارة الأصول الطبيعية داخل المحمية، كما تعد خطوةً مهمة لخفض الانبعاثات الكربونية للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060 وتحسين جودة الهواء، وتفعيل دور القطاع الخاص في دعم المبادرات الوطنية البيئية.
