سلّطت الهيئة العامة للغذاء والدواء، الضوء على أبرز مخاطر التسمم الغذائي المرتبطة بتناول الأسماك، محذّرة من خطورة التعامل غير السليم معها رغم قيمتها الغذائية العالية.
يحدث نتيجة سوء الحفظ أو الطهي غير الكافي
وأوضحت الهيئة أن التسمم الغذائي الناتج عن الأسماك قد يحدث نتيجة سوء الحفظ أو الطهي غير الكافي، مشددةً على أهمية اتباع سُبل الوقاية من لحظة الشراء حتى إعدادها للاستهلاك، عبر الالتزام باشتراطات التبريد، والنظافة، والحرارة المناسبة للطهي.
وبيّنت أن حالة التسمم الإسقمري (Scombroid)، من أبرز حالات التسمم التي تنتج عن نمو بكتيريا تحوّل مادة الهيستيدين إلى الهيستامين في درجات الحرارة غير المناسبة (ما بين 5 و60 درجة مئوية).
وأضافت أن هذا النوع من التسمم لا يمكن التخلص منه بالطهي، وتظهر أعراضه بسرعة، وتشمل احمرار الوجه والرقبة، والطفح الجلدي، والحكة، والغثيان والقيء، والإسهال، وآلام البطن، والصداع، والدوار، والخفقان، وإحساسًا بالحرقان في الفم والحلق.
ولفتت إلى أن هذا النوع من التسمم يرتبط بأسماك مثل التونة، والماكريل، والسردين، والأنشوجة، والماهي ماهي، والبونيتو، ما يستدعي حفظها بعد الصيد أو الشراء في درجات حرارة أقل من 4 درجات مئوية.
كما حذّرت من التسمم الوشيقي الناتج عن تناول أسماك محضّرة بالتمليح والتخمير مثل الفسيخ والرنجة، إذ قد تنمو فيها بكتيريا Clostridium botulinum إذا لم تُحفظ بدرجات حرارة منخفضة أو لم تُملّح بشكل كافٍ من الداخل والخارج.
وتمتد هذه التحذيرات أيضًا إلى السردين المعلب، حيث إن سوء الحفظ قد يؤدي إلى نمو هذه البكتيريا في بيئات خالية من الأوكسجين، لذلك شددت على ضرورة تجنّب استهلاك العلب المنتفخة أو المتسربة أو المنتهية الصلاحية، مع تخزينها في مكان بارد وجاف وطهيها جيدًا بدرجة حرارة لا تقل عن 75 درجة مئوية.
ونبّهت "الغذاء والدواء" إلى مخاطر تناول الأسماك النيئة أو غير مكتملة النضج مثل السلمون، الذي قد يحتوي على طفيليات وبكتيريا كـ"الأنيساكيس"، "السالمونيلا"، و"الليستيريا"، مسببة أعراضًا معوية.
حذّرت من التسمم الوشيقي بالأسماك المملحة والمخمرة
ولتفادي ذلك، أوصت الهيئة باختيار الأنواع المخصصة للاستهلاك النيء كالسوشي المجمّد مسبقًا، على أن تُجمّد عند -20 درجة مئوية لمدة 7 أيام، أو -35 درجة مئوية لمدة 15 ساعة، مع حفظها بعد التذويب بدرجة أقل من 4 درجات مئوية واستهلاكها خلال يومين، مع الالتزام بالنظافة التامة أثناء التحضير.
وشدّدت على أهمية اتباع الإرشادات الوقائية في جميع مراحل التعامل مع الأسماك بدءًا من الشراء من مصادر موثوقة، والتخزين السليم، وصولًا إلى الطهي بدرجات حرارة آمنة، حيث تأتي هذه الحملة ضمن استراتيجيتها الرابعة الهادفة إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي، والوقاية من المخاطر الصحية، وتعزيز ممارسات السلامة الغذائية لدى مختلف الفئات المستهدَفة.
