close menu

الرياضة للجميع.. طفرة هائلة في ظل رؤية طموحة

الأمير عبدالعزيز بن تركي وزير الرياضة وياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي يتسلمان وثيقة استضافة كأس العالم2034
الأمير عبدالعزيز بن تركي وزير الرياضة وياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي يتسلمان وثيقة استضافة كأس العالم2034

تعيش الرياضة السعودية نهضة شاملة تقودها رؤية القيادة التي وضعت القطاع الرياضي كأحد أبرز المستهدفات في رؤية 2030، والتي لم تنظر إلى الرياضة باعتبارها ميدانًا للتنافس بل بيئة خصبة لتعزيز العمل الجماعي عبر مشاركة مجتمعية واسعة.

وفتحت رؤية السعودية 2030 الباب أمام القطاع الرياضي للانطلاق نحو مستقبل واعد على كافة الأصعدة، ليس فقط على مستوى تحول المملكة إلى وجهة عالمية رياضية رائدة، ولكن على مستوى بناء مجتمع رياضي حيوي يشهد مشاركة مختلف الفئات العمرية في الأنشطة الرياضية المختلفة.

* مسار رياضي.. وشريان للحياة

حرصت الدولة خلال الفترة الأخيرة على تدشين المشاريع الرياضية التي من شأنها تهيئة البيئة المثالية للمواطنين والمقيمين من أجل ممارسة الرياضة بكل سهولة ويسر.

ومن بين هذه المشاريع الطموحة والمنتظرة، "المسار الرياضي"، الذي يشكل مشروع أيقونة حضرية متفردة، وشريانًا حيويًا يربط وادي حنيفة بـوادي السلي وصولًا إلى مطار الملك خالد الدولي بطول 135 متراً، ويضم أكثر من 50 مرفقًا رياضيًا وترفيهيًا، ومسارات مخصصة للمشي، وركوب الدراجات، والخيول، ليحقق رؤية طموحة نحو تعزيز جودة الحياة في العاصمة الرياض.

ويُلهم المسار الرياضي سكان وزائري مدينة الرياض لتبني أسلوب حياة صحي؛ بإتاحة المشاركة في مختلف أنواع النشاطات الرياضية، مثل المشي وركوب الدراجات والخيل، ليجمع بين الرياضة والفعاليات، والأنشطة الثقافية والترفيهية النابضة بالحياة.

جاء المسار الرياضي ليُصبح أحد أهم مشاريع رؤية السعودية 2030، ويكتسب أهميته بتدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود له في عام 2019؛ إذ يهدف إلى رفع تصنيف مدينة الرياض بين نظيراتها من مدن العالم، وتشجيع السكان على ممارسة الرياضة، واتخاذ النظام الصحي أسلوبًا حياتيًا مبتكرًا، يجمع الرياضة بالاهتمامات الثقافية والفنية والبيئية، ليكون وجهة عصرية لكل جوانب الحياة، وجسرًا نحو مستقبل حضري لمدينة الرياض، بما يُسهم في تحسين جودة الحياة، التي تُعد أحد مستهدفات رؤية السعودية 2030.

* وظائف.. واقتصاد المملكة

وبحسب آخر الإحصائيات فإن قطاع الرياضة يساهم في اقتصاد المملكة بأكثر من 21 مليار ريال، فيما تستهدف الرؤية وصوله إلى 82.5 مليون ريال بحلول 2030.

ويوفر قطاع الرياضة في الوقت الراهن أكثر من 22 ألف فرصة عمل مباشرة، فيما تستهدف رؤية السعودية وصوله إلى أكثر من 165 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030.

وجاء مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي أطلقه سمو ولي العهد في يونيو 2023 ليفتح الباب أمام تحقيق قفزات نوعية في مختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، لاسيما في ظل السعي لوصول الدوري السعودي إلى مصاف أفضل 10 دوريات في العالم، الأمر الذي رفع إيرادات رابطة دوري المحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويًا، كما ارتفعت القيمة السوقية للدوري السعودي لتتجاوز المليار يورو.

* اكتشاف المواهب

تماشياً مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وللمساهمة في دعم وتطوير القطاع الرياضي في المملكة، أعلن وزير الرياضة سمو الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل إطلاق أكاديمية مهد الرياضية في حفل رسمي كأكبر مشروع وطني لاكتشاف وتطوير المواهب الرياضية في المملكة العربية السعودية وذلك في شهر يوليو من عام 2020.

وتهدف مهد باعتبارها أكاديمية وطنية للتميز الرياضي، إلى اكتشاف وتطوير المواهب وصناعة أجيال من الأبطال والقادة بهدف تمكينهم من تحقيق إنجازات وطنية وإقليمية وعالمية.

وعلى مستوى كرة القدم أطلق الاتحاد السعودي للعبة أكبر مشروع لاكتشاف المواهب والمتمثل في تدشين مراكز التدريب الإقليمية، وتعد مراكز التدريب الإقليمية إحدى أهم مبادرات إدارة التطوير والمبادرات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وتهدف إلى اكتشاف وتطوير المواهب، ضمن استراتيجية الاتحاد السعودي لتطوير أكثر من 4 آلاف لاعب بحلول عام 2025.

وتضم مراكز التدريب الإقليمية 17 مركزًا في مختلف مناطق المملكة من بينها الرياض "مركزين"، مكة المكرمة، الأحساء، الطائف، جازان، حائل، القصيم، نجران، جدة، تبوك، الدمام والمدينة المنورة، الحدود الشمالية، الجوف، حفر الباطن وأبها.

وتمكنت المراكز الإقليمية هذا الموسم ومن خلال فترة التسجيل الصيفية "الأولى" من تزويد الأندية بـ 76 لاعبًا انتقلوا إلى 36 ناديًا، وفق شروط تضمن استمرار تطويرهم، منها ضرورة مشاركة اللاعبين المنتقلين في 60% على الأقل من مباريات فرقهم.

وتعمل هذه المراكز بقيادة مدربين وطنيين ذوي خبرة وكفاءة، إلى جانب فرق إدارية وطبية متخصصة، مما يضمن توفير بيئة رياضية متكاملة تساعد اللاعبين على تحقيق التطور اللازم.

ويأتي هذا التوسع في إطار مسار تطوير المواهب، أحد المسارات السبعة لاستراتيجية كرة القدم السعودية التي أطلقها الاتحاد في عام 2021، التي تهدف إلى بناء نظام شامل ومستدام لاكتشاف وتنمية المواهب الشابة.

* فعاليات عالمية في مملكة تنبض بالحياة

ربما لا يتسع تقرير واحد للحديث عن الفعاليات الرياضية التي احتضنتها المملكة في السنوات الأخيرة، ولكن يكفي القول إن السعودية أصبحت الوجهة الرياضية الرائدة لاستضافة كبرى الفعاليات الرياضية العالمية في الآونة الأخيرة.

من كرة القدم إلى سباقات السيارات والراليات مرورًا بنزالات الملاكمة والألعاب القتالية والتنس وغيرها، باتت المملكة الوجهة المثالية لضمان نجاح أي فعالية رياضية نظرًا لما تمتلكه من مقومات وإمكانات وخبرات على مستوى التنظيم الناجح.

وجاءت هذه القفزة في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى لتفتح الباب أمام استضافة المملكة ولأول مرة في تاريخها بطولة كأس آسيا لكرة القدم، والتي ستحتضنها عام 2027.

ويبقى الحدث الأبرز والأهم، هو المتمثل في فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034 لأول مرة في تاريخها، واللافت أن هذا الفوز لم يأت دون أن يسجل إنجازًا متفردًا بين دول العالم، إذ ستصبح المملكة أول دولة ستستضيف "منفردة" 48 منتخبًا في نسخة بكأس العالم عبر تاريخ المسابقة الأعرق في كرة القدم.

ويعد موسم الرياض أحد أبرز الفعاليات التي فتحت الباب أمام استضافة المملكة للعديد من الأحداث الرياضية العالمية والتي تزين فعاليات موسم الرياض في كل عام، وتتميز بتنوعها وعدم اقتصارها على رياضة بعينها، الأمر الذي يجذب الكثيرين من عشاق الرياضة حول العالم.

أضف تعليقك
paper icon